❊ أحلام محي الدين
الكاتبة والصحفية فضيلة بودريش:
الأخضر والرماد…كفاح شعب رفض العبودية
صدر للكاتبة والصحفية فضيلة بودريش رواية جديدة عن «دار النخبة» بمصر، شاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018، من خلال البيع بالتوقيع بعنوان «الأخضر والرماد»، وهي الرواية الثالثة في مسار الكاتبة المبدعة بعد روايتي «ليل مدينة»و»شواطئ الثلج»، وتروي «الأخضر والرماد» قصة كفاح شعب رفض الذل والاستعمار، وضرب بيد من حديد في سبيل نيل الحرية، الثمن كان باهظا جدا؛ مليون نصف المليون شهيد… لكن تهون النفس والنفيس في سبيل الجزائر… بين الأخضر والرماد حكاية الحياة والموت، الدمار والتشييد، ظلامية المستبد وصبر المظلوم الرافض للعبودية… تفاصيل حملتها الرواية.
السواد والرماد لونان طبيعيان للذراع الأخضر، وفيهما غاصت الكاتبة في تفاصيل الرواية للتعريف بماهية الرماد، عبر 198 صفحة، حملت صورا موجعة لواقع أليم ما زال الكبار يذكرونه بمرارة ويباركون للأجيال الجديدة حلاوة الاستقلال وعذوبته، فهم لازالوا يذكرون جيدا حكاية وتفاصيل الهشيم المحترق الذي تحوّل إلى رماد بعدما أكلت ناره أشجار الزيتون والرمان، ولفحت الجلود بفعل الرصاص والقنابل التي كانت تنهال على العزل..، تصفه الكاتبة بالقول «فليلنان من السير كانتا كافيتين لسبر أغوار الفاجعة، وعلى مشارف الوصول بدا السواد والرماد لونين طبيعيين للذراع الأخضر، البيوت لم يتبق منها سوى الجدران الطينية المفعمة بحقد المستعمر». تمكّنت الكاتبة دري من إلباس روايتها الكثير من الألوان، فهي تحمل الأسود لون الحزن، الرمادي الذي يشير إلى الحطام والهشيم، الأحمر وهو لون الدم والإرادة أيضا…فخدوجة التي فشلت في امتحان الاستنطاق الذي شنه الحركى عليها، رغم اقتلاعهم لسنها وضرسها، دمها الأحمر القاني الذي كسى فستانها الممزق أدمع العيون، وعنها قالت الكاتبة في وصف جمع الألم والأمل «لم يجد السي علي سوى الاقتراب من ابني أخيه لتجفيف دمعهما وضمهما إلى صدره ونظراته مازالت تترقب مشهد خدوجة تنزف ألما، والنسوة يلتقطن وجعها وسط حطام الأواني الطينية الهاربة من فتيل الاغتصاب وقبضة الاستعمار، ترتفع فوقها ذرات دقيق الشعير وتناثر علها حبات الزيتون الخضراء»، فبين الشعير والزيتون يتأرجح الأخضر لون التفاؤل والسلام وكذا الولادة، فبفعله شهدت الجزائر الحبيبة تفاصيل ثورة الحرية التي قادها شعب أبى الذل وكسر قيود العبودية بفعل الثورة المجيدة التي قادها الرجال والنساء والأطفال كل من جهته، وحسب الدور الموكل إليه وكان للصبر فيها باع طويل، فهي ثورة القرن.
الأخضر… هو اسم البطل أيضا الذي صال وجال بين الجبال، وهو الذي تسكنه خرافة السبعة أرواح ولا تفارقه أبدا منذ أن سقط مرتين من على ظهر الحصان في الخامسة من عمره، لأنه يرغب في تأخير عملية قتله لأجل تحرير الابن والوطن… وفي الأحداث الدموية التراجدية التي يستقوي فيها المستعمر بالقوة والظلم، لا يدري الأخضر أنه سيكون على موعد مثير مع الموت، غير أنه سينجو، ويقتل لكنه يعيش ويمحي حبل المشنقة بكلمات نافذة بسلطة القانون، فهل تكتب له في النهاية الحياة في جبينه أم يمسكه الموت من قدميه؟ نعم جسده مهشم برؤوس إبر الرصاص الحادة، دمه ينزف، لكنه يرفض الموت، فقد عاش تفاصيل 5 جويلية1962.
المصدر:https://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/48023