
رجل الشَّهامة والنزاهة
رجل الشَّهامة والنزاهة في زمنٍ تختلط فيه الموازين، ويعلو فيه صوت المصالح على صوت المبادئ، يظل هناك رجالٌ نادرون يشبهون الوطن في أنقى صوره؛ رجال لم تغيّرهم المناصب، ولم تُغْرِهم السلطة، وبقوا أوفياء للقيم التي نشؤوا عليها. ومن بين هؤلاء يبرز اسم اللواء خالد عوف من أبناء مركز أجا قرية ميت العامل، رجلٌ شهد له القريب قبل البعيد بالشَّهامة، والنزاهة، وحب الناس، والالتزام الصادق بخدمة الناس الوطن.
سيرة رجل من طراز خاص
قضى اللواء خالد عوف سنوات عمره في خدمة قوات الصاعقة المصرية، متنقلاً بين مواقع المسؤولية، متحليًا بالانضباط، والعدل، واحترام الناس . لم يكن قائدًا بالأوامر فقط، بل قدوةً وقادة بالفعل، يؤمن أن القوة الحقيقية تكمن في الأخلاق قبل الرتبة، وفي الإخلاص قبل النفوذ.
وحين أحيل إلى التقاعد، لم يبتعد عن الناس، بل اقترب منهم أكثر، مشاركًا لهم أفراحهم وأحزانهم، ومستمعًا لهمومهم دون تكلف أو تصنع بمثابة واحد منهم .
محبوب القرى… لا فرق بين كبير وصغير

ان اللواء خالد عوف في قريته والقرى المجاورة، لم يكن اسمه مجرد لقب عسكري بل رمزًا للثقة والاحترام. يعرفه الفلاح في حقله، والتاجر في متجره، والشاب في طموحه، والكبير في حكمته. لم يُغلق بابه في وجه محتاج، ولم يتأخر عن نصرة مظلوم، فصار حضوره محل إجماع شعبي نادر، لا تصنعه الدعاية ولا تفرضه المصالح.
دخول المعترك الانتخابي بدافع الواجب
حين قرر اللواء خالد عوف خوض انتخابات مجلس الشعب، لم يفعل ذلك طلبًا لمنصب أو وجاهة بل بطلب من جماهيرة واهل قريتة، وتقدم علي ذلك بدافع الإحساس بالمسؤولية، وإيمانًا بأن خبرته الطويلة يمكن أن تُسهم في خدمة الناس والدفاع عن حقوقهم تحت قبة البرلمان. اعتمد على تاريخه النظيف، وسيرته المشرفة، ومحبة الناس الصادقة، دون أن يلجأ إلى أساليب ملتوية أو وعود زائفة.
حشود شعبية… وأمل حقيقي

شهدت حملته الانتخابية مشاهد غير مألوفة؛ حشود من الأهالي والصغير والكبير تأييد صادق، وهتافات نابعة من القلوب لا من الجيوب. كان الناس يرون فيه صوتهم الحقيقي، وممثلهم الأمين، فالتفوا حوله بإرادتهم الحرة، معتقدين أن زمن القيم قد يعود من جديد.
سقوط مؤلم…لا هزيمة
لكن الواقع كان أقسى من التمنيات. فقد سقط هذا الرجل في الانتخابات بظلم المال السياسي بعد حصولة علي 40000 الف صوتا دون أي تجاوزات تخالف الحدود الانتخابية تفوقت القدرة على الشراء على القدرة على الإقناع وحين اختُزلت الإرادة الشعبية في أوراق نقدية وزعت هنا وهناك.
كانت خسارته صدمة وقهر لمحبيه لكنها لم تكن هزيمة في معناها الحقيقي؛ فالهزيمة لا تُقاس بصندوق اقتراع شابه الفساد بل بخسارة المبادئ، وهو ما لم يحدث.
انتصار القيم وإن تأخر
خرج اللواء خالد عوف من المعركة مرفوع الرأس، محتفظًا باحترامه لنفسه وللناس، وأكثر حضورًا في قلوبهم مما كان قبلها. أدرك الجميع أن الخسارة كانت خسارة مشهد سياسي ملوث، لا خسارة رجل نزيه شريف خاض الحملة الانتخابية بنزاهة وشرف. وبقيت سيرته شاهدًا حيًا على أن الشرف لا يُهزم وأن المال قد يشتري جولة لكنه لا يشتري التاريخ ولا الضمائر ولا النزاهة والشرف والنية الصادقة.
كلمة اللواء خالد عوف لأهله واحبته

أتوجّه بخالص الشكر وعظيم الامتنان، أنا اللواء خالد عوف، إلى أهالي قُرى مركز أجا جميعًا، وإلى أهلي الكرام في قرية ميت العامل، على ما قدمتموه من دعم صادق ومساندة مشرفة، سواء في المرحلة الأولى أو في جولة الإعادة. لقد كنتم على قدر المسؤولية، وكان لوقفتكم الرجولية وأصواتكم الصادقة أبلغ الأثر في مسيرتنا.
كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى فريق حملتي الانتخابية بالكامل، الذين بذلوا جهدًا كبيرًا، وعملوا بإخلاص وتفانٍ، واضعين مصلحة الوطن وأهله نصب أعينهم.
وأؤكد للجميع أننا على العهد باقون، أوفياء لما تعاهدنا عليه، نعمل بكل صدق من أجل خدمة أهلنا ووطننا، فهذه ثقة نعتز بها ونحملها أمانة في أعناقنا.
وقدّر الله وما شاء فعل، وستظل المحبة والاحترام والتقدير بيننا ثابتة لا تتغير.حفظكم الله جميعًا، وبارك فيكم، وجعلنا دائمًا عند حسن ظنكم.
في الختام
أود ان أقول الكلمة المعتاد قولها أنت قائد قلوبنا لك أن تكون فخورًا بأنك قائد حقيقي، حتى دون الحاجة إلى لقب أو منصب. ستكون دائمًا قائدنا المحبوب، انت الرجل الذي لا يبحث عن الأضواء بل يعيش ليخدم الناس. مقامك محفوظ في قلوبنا، والشخص الذي سيظل في قلوبنا مهما تغيرت الظروف أو تحولت الحياة. سنظل نحبك دون مقابل، فقط لأنك أصيل وشريف في كل تصرفاتك.
في النهاية، أنت كبيرنا وأنت قائدنا، وسوف تظل دائمًا في قلوبنا، وأنت بالنسبة لنا أكثر من مجرد شخصية عامة؛ أنت أب وأخ وصديق. ونحن ممتنون لك على كل ما قدمته من تضحيات وجهود من أجل بلدنا وأبناء وطنك.لك منا كل التقدير والاحترام، وستظل دائمًا رمزًا من رموز النزاهة والشرف في قصتنا التي لا تنسى.
إن قصة اللواء خالد عوف ليست مجرد حكاية انتخابية، بل رسالة عميقة ومختصرة عن الصراع بين القيم والفساد، بين النزاهة والمال السياسي.
وهي تذكير بأن الأوطان تُبنى بالرجال الشرفاء، حتى وإن خذلتهم اللحظة، لأنهم يربحون المستقبل، ويكسبون احترام الأجيال.





