دردشة مع الروائي إبراهيم سعدي
منشورات الاختلاف
بشير مفتي
تدور الرواية حول إشكالية الشر ودوره في سقوط الحضارات، ووراء كل ذلك البحث عن إنسانية مفقودة.
في إطار التعريف أكثر بالأعمال الأدبية والفكرية التي تصدرها منشورات الاختلاف يسرنا أن نقدم لقراء الصفحة هذه الحوارات القصيرة مع كتابنا حول آخر أعمالهم
اليوم مع الروائي الكبير إبراهيم سعدي وروايته الجديدة ” الآدميون”
منشورات الاختلاف:
لماذا اخترت هذا العنوان. ” الآدميون”؟
إبراهيم سعدي :
لقد ترددت في الحقيقة بين عدة عناوين، لكن بدا لي هذا الأخير في النهاية جديدا، أو على الأقل غير معهود، إلى جانب أنه يحيل إلى التيمة المركزية للرواية. فهذه الأخيرة تتحدث عن بني آدم، يعني عما هو مشترك بين البشر، بغض النظر عن ثقافاتهم، وإن كان ذلك قد حدا بي إلى افتراض وجود حضارة أخرى غير “آدمية” نتعرف على الآدميين من خلالها.
منشورات الاختلاف”
تبدو لنا الرواية وكأنها تجمع بين الواقعية والفانتاستيكية والفلسفة.
كيف تصف لنا روايتك؟
إبراهيم سعدي:
الرواية، مهما كانت، تبقى دائما، من وجهة نظري، على علاقة بالواقع، وإنما الاختلاف في هذا المجال هو نوع العلاقة التي تنسجها مع الواقع. ورواية “الآدميون” هي مزيج بين الأوتوبيا والدستوبيا ( المدينة الفاسدة أو نقيض الأوتوبيا). إنها رواية تحاول أن تقرأ حقيقة بني آدم من الخارج، يعني على ضوء سكان حضارة ذات طابع أوتوبي. وفي ذات السياق تسعى إلى معالجة موضوع نشأة الحضارات وسقوطها. وفي هذا الجانب بالذات تنسج الرواية علاقتها بالواقع وبالحاضر.
منشورات الاختلاف:
ما هو الهاجس المركزي في هذه الرواية؟
إبراهيم سعدي:
إنه سؤال صعب في الحقيقة بالنسبة لي لأنني لا أنظر إلى الرواية نظرة تقوم على مبدأ المركز والهامش أو الشكل والمضمون. بالنسبة لي، كل شيء في الرواية هو موضوع ومركز، سيان في ذلك الأسلوب، والتقنية، والحكاية والتيمة وهلم جرا. إلى جانب أن الرواية كما لا يخفى عنك هي نص مفتوح من حيث الدلالة، وما يقوله النص ليس بالضرورة ما يعنيه الروائي وبقصد إليه. وعلى هذا الأساس فإن الحديث عن هاجس مركزي فيه دائما شيء من الاختزال والمغامرة. لكن إذا ما سمحت لنفسي بالحديث عن هاجس مركزي في هذه الرواية فهو، بالنسبة لي على الأقل، يتمحور حول إشكالية الشر ودوره في سقوط الحضارات، ووراء كل ذلك البحث عن إنسانية مفقودة.