قصص قصيرة
عاشق العنقاء. ( الملك البليد )
حركاتي لعمامرة
إختلطت علي الالوان ، وتشابكت لتكون شعاعا قاتما ،يرعب العنقاء وعاشقها، وإختلطت حروفي ،التي رحت الملمها ، حتى تصير كلمات اعبر بها، ولكن عبثا احاول ، وأنا الآديب اللبيب ، عندما إستدعاني الملك البليد الى مكتبه كنت شجاعا لاخوف يعتري كياني المفعم بالإيمان ، ولأنني لاأخشى في الله لومة لائم ، بل كنت لاارعوي خوفا منه او من غيره ، وانا الذي احمل رسالة طاهرة ، لكن عاشق العنقاء وأذنابه ،كانوا في إنتظار ،الحكم القاصي الذي سيصدر ضدي ، وانا الذي اقف بدون دفاع في مواجهة الخصم الحكم وفي حضور مستشاريه ،اما العنقأء فكانت تراقب المحاكمة لتنفذ حكما ،كنت قد نسيته ، تذكرت ان المحكمة في ذلك الزمان ،كانت تصدر حكما بدفن الزوج حيا مع زوجته المتوفاة، والعكس وارد
تدفن الزوجة الحية ،مع بعلها المتوفى …
كان هذا الحكم الذي انتظره اقسى بكثير من هذا ، ولكن بعد المشاورات والمداولات ..اصدر عاشق العنقاء بحقي حكما ، بحرماني من حروفي ، والوان قوس قزح وقد نزل هذا الحكم المخفف في نظرهم ، نزل علي كالصاعقة ، وأنا الذي كنت انتظر حكما برمي في وادي الافاعي ، تمنيت حكما اقسى ، لأنني والحق يقال سئمت هذه الحياة، تمنيت حكما قاسيا لاارجع فيه الى الكتابة لأن هذا العالم لا يريد منا ان نكتب عن الطهارة والحب والاخلاص ، يريد مني ان اسجد للعنقاء ، وان اركع للملك البليد، صفق المستشارون
والجمهور للحكم ،لكن تصفيقهم كان كالمسامير وهي توخز قلبي وخزات مؤلمة
وانا اشاهد اطيافا لجمهور باهت غفير ،ينادي بإسمي ،لكنه تشجيع كالبكاء وكطيف العنقاء التي ترهلت عضلاتها لتنتظر اجلها المحتوم ، اما الملك البليد ،رغم انه راى ما آلت إليه حالة العنقاء
إلا انه ، اعطى اذنيه لمستشاريه الذين تفننوا في النميمة ، وراحوا يبثون سمومهم ،في جسده المريض ، وهو يتسلى
بجسمه النحيل ونرفزته الدائمة ليسلي نفسه ، بتعذيب الضعفاء…..
اما انا فإنني اموت في اليوم مئات المرات
واتمنى ان اموت مرة موتة لا رجعة فيها خير لي من عيشة ذل ، والعنقاء مارحمتني وبقيت تعذبني كل حين…
حركاتي لعمامرة بسكرة 2 اكتوبر 2018