ماهو الفرق بين النفس والروح
موضوعنا اليوم يحتاج إلى تركيز فى القراءة.. (ماهو الفرق بين النفس والروح؟)
1) ما هى الروح؟؟
• فى الإسلام الروح هى أهم وأعظم مخلوقات الله عز وجل وقد نسبها عزّ وجل له.. قال تعالى ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾.. والروح من أمر الله وحده وبالتالي لا يطلق منها إلا أفعال الخير.
• وقد عظم رب العزة الروح بالتبجيل وانفرد سبحانه بعلمها الكامل.. قال تعالى ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).
• والروح أسرع من الجسد.. فالروح تتّصف بالسرعة أما الجسد فبطئ الحكة.
• وفي الفلسفة.. نجد أن أفلاطون قد عبر الروح بأنها جوهر الإنسان وكينونته ومحرّكه.. وقال أنّ الروح تتكوّن من النفس والعقل والرغبة.. أمّا أرسطو فقد عرّف الروح على أنّها مركز الوجود وقد جمع الروح مع الجسد.
• وكلمة (رُوح) فى القرآن وردت بمعنى (جبريل عليه السلام.. حياة آدم.. حياة المسيح.. المسيح.. الوحى أو الكتاب).
• والخُلاصة.. إن الروح هى ما تكون به الحياة أوما يُسبب الحياة.. أى (هى شُعلة الحياة).
2) ما هى النفس؟؟
• تعبّر (النفس) في اللغة عن الروح.. وفسّرها البعض بأنها ما يفرّق ويميزا الكائنات الحيّة وغيرها.
• وفسّر البعض كلمة (النفس) حسب التذكير والتأنيث.. وإذا قصدنا بها التأنيث تكون بمعنى الإنسان بشكلٍ كامل بجسده وروحه.. وأمّا بالتذكير فيقصد بها الروح.
• وفي القرآن نجد أن االله عز وجل قد عرّف النفس بالجسد عند ارتباطهما معاً.. قال تعالى ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).. والروح لا تسمى روحاً إلا إذا خرجت من الجسد.
• وإذا مات الإنسان ماتت النفس.. أما الروح فترتبط بالإنسان منذ خلقه في بطن أمه وترتبط فيه عند خروجه من الدنيا وعندما ينام.. وفي الحياة البرزخية يقال أنّ أرواح الموتى تتلاقى وتتعارف وتشعر بما يجري حولها وتبعث فى الاجساد عند البعث والنشور يوم القيامة.
• والإنسان عن عنصرين (عنصر روحي.. وعنصر مادي).. العنصر الروحي هو العنصر الذي استأثر به رب العزة سبحانه.. قال تعالى (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ).. أما العنصر المادى (طين).. وهو العنصر الذى يمكن للبشر تحليله و قياسه وتتبع أثره.. قال تعالى (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ).
• والنفس (الذات) هي المُكلّفة دائماً والمُخاطبة في القرآن.. والجسد ما هو إلا ثوباً للنفس ترتديه ليكون الوسيط فيما بينها
• وبين العالم المادي وذلك من خلال الحواس الخمس .
• نفس الإنسان (أو ذاته أو شخصه) تتكون من جسد وروح وهى (تُقتل وتموت.. والأنفس تنقص ويقل عددها.. والنفس تأكل.. والنفس تُكلف.. والنفس تُبعث وتعود إلى الله للحساب جسدا وروحا.. والنفس تُعذب فى النار أو تتنعم فى الجنة وهذا يستلزم جسدا وروحا حتى تُحس النفس ما يتم بها من عذاب أو نعيم).
• وقد وردت كلمة (نفس وأنفس ونفوس) حوالى 269 مرات فى القرآن الكريم وكلها بمعنى (ذات أو شخص).
• ونفس الإنسان هي التي تشعر وتفكر وتدرك باستخدامها أعضاء الجسد التي تحركها الروح وتبعث في خلاياها الحياة.. وخروج الروح من الجسد يعني النهاية للجسد مع بقاء النفس تتحرك وتحيا بطريقة أخرى .
• ونفس الإنسان نوعان هما:
1. النفس الأمارة بالسوء.. وهي تحث الإنسان على ارتكاب المعاصي والسيئات والشرور.. ودائما تبحث عن تلبية الرغبات والشهوات والملذات.. وهذه النفس لا تعير اهتماما لوسائل تحقيق رغباتها (شرعية.. أو غير شرعية).. قال سبحانه (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
2. اللنفس اللوامة المطمئنة.. وهى تضع فى الاعتبار هل الفعل المراد القيام به يتطابق مع رضي الله أو لا يتطابق؟ .. فلو كان لا يتطابق مع الشرع فإنها تلوم صاحبها قبل ارتكاب الفعل.. كما أنها تحاول أن تصده عن هذا الفعل.. ويطلق الناس اسم الضمير على ذلك.. وقد أقسم رب العزة بتلك النفس فقال (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ).. كما وعدها رب العزة بنعيم الجنة فقال ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ).
• وهنا قد يظن البعض أن النفس المطمئة هى نوع ثالث من أنوع النفس.. وهذا خطأ.. لأنه عندما تصبح النفس اللوامة جزءا لا يتجزأ من تركيبة الشخص فإنها تنعكس على سلوكه وتصرفاته.. وهكذا تصبح مطمئنة بإذن الله على حالها ومآلها بعد وفاتها وليس قبل وفاتها.
• أى أن النفس اللوامة يكون فعلها ساري الأثر في الحياة الدنيا فقط.. وبعد الموت تكون النتيجة المنطقية كما وعد رب العزة أنها تصبح مطمئنة لحالها ومآلها.. أي الفوز برضا رب العزة و أي النجاة من النار.. قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).
3) هل هناك فرق بين النفس والروح فى الإنجيل ؟
• من يقرأ الإنجيل يجدت أن كلمة (نفس) تشير الى (الشخص بعينه.. الحيوانات.. او حياة الانسان او حياة الحيوان).
• أما كلمة (روح) فى الإنجيل فتشير الى قوة غير منظورة تبعث الحياة في كل المخلوقات... فالجسد بدون الروح ميت.
4) العقل
• عضو خلقه الله عز وجل لدعم النفس ومساعدتها في التفكير وحفظ المعلومات وتحليلها وإصدار ردود الأفعال المناسبة.
5) القلب
• هو مفتاح العقل الذى يُعطي ردود أفعال ويعمل بسرعة أكبر من سرعة العقل.
6) الجسد
• وردت كلمة (جسد) فى القرآن أربعة مرات بمعنى مُجسم هامد ليس به مظاهر الحياة.. قال تعالى (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ…).. )فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ).. (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ).. (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ).
• والجسم هو الشكل الخارجى للنفس وتبدو عليه مظاهر الحياة.
7) ماذا يحدث للإنسان أثناء نومه؟
• عندما ينام الإنسان يُصبح كأنه جثة هامدة مع أن قلبه لا يزال ينبض ودمه يسري في العروق ورئتيه تعملان دون توقف.. فهو يغوص أثناء نومه في عالم الأحلام الغريب.
• سؤال.. هل تخرج روحه من جسده أم تخرج نفسه وتبقى روحه؟؟؟؟
• قال تعال )اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَ افَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. إذا.. الجواب هو تبقى روح الإنسان في الجسد أثناء نومه بدليل أن قلبه لا يتوقف عن العمل .
• أما فقدان الوعي والإدراك للإنسان النائم فسببه هو خروج النفس من الجسد.
• إذ ان الروح لاتخرج من الجسد في النوم.. فلو خرجت الروح من الجسد أثناء النوم فإن ذلك يعني (الموت).
• وخروج النفس من الجسد (النوم) يعني فقدان مؤقت لوعي للجسد مع بقاء الادراك الواعي في عالمٍ آخر مجهول.
8) سؤال.. ما هى حكمة خروج النفس من الجسد خلال النوم؟؟؟
• الجواب.. لان النفس لا تتعب ولا تهرم ولا تحتاج للراحة التي يحتاجها جسد الإنسان.. لهذا السبب تخرج النفس من الجسد في كل مرة ننام فيها بينما تقل العمليات التي تحدث بين خلايا الإنسان بسبب النوم والراحة .
• والنفس تكون خلال النوم في عالمٍ مجهول قد يكون شبيه بحياة البرزخ والتي يُذكرنا بها عزّ وجل في كل ليلة ننام فيها عسانا ان نتفكّر ونتذكر الموت والبعث (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ).
• والنفس مكلفة بالعمل فقط عندما تكون داخل الجسد غهى غير مُكلفة أو مسؤولة عن الأعمال التي تقوم بها خلال النوم مهما كانت سيئة.
9) فيديوهات هامة
• فيديو(1)..فضيلة الشيخ محمد متولى الشعرواي
• فيديو(2)..فضيلة الشيخ محمد متولى الشعرواي
• فيديو(3)..الدكتور مصطفى محمود
• لقد حاولت قدر جهدى تبسيط الموضوع.. فإن كنت قد وفقت.. فلا تنسونا فى دعواتكم.
• إلى لقاء قريب بمشيئة الله.. أطيب تحياتى.
بارك الله فيك ورزقك نفس مطمئنه وجسد للخير فاعل.