حافة الجحيم
علي وشك النهاية ، اذكر انه لم يعد هناك داع لوجودي ابدا اسف علي الهاوية نصف عاري اطرافي تريد البقاء وعقلي وقلبي في صراع مميت بين ايهما سيحمل الذنب ، نعم لقد اتفقا هذا المرة ولاول مرة ..الجميع يريد النهاية حتي انا اريدها.. انظر للخلف قليلا اودع كأس نبيذي للمرة الاخيرة اترك سيجارتي ترقد في رمادها الاخير ، حتما ستشتاق لي وانا ايضا ساشتاق اليكي يا عزيزتي ، شياطين تملا المكان من حولي تعزف مزامير الجحيم تقرع الطبول كما لو انها في ساحة حرب ، نعم ساحة حربي مع الذات..اسمع في ركن ما صوت حفظته عن ظهر قلب ، انها سينفونية موون لايت لبيتهوفن .. اتمايل مع كل دقة ، اذهب الي اخر الارض بين الحانها يمكنني ان اشم رائحة الجو في فرنسا وان اشعر بصقيع موسكو الان ، بين كل وتر من الاوتار كتبت سطور وسطور طويلة اعجز حتي عن تذكرها ، جسدي تنتابه القشعريرة لا ادري اذا كان السبب هو ان اولاد ابليس معي في الغرفة ، ام ان هذا ما كان يحدث لي حينما يحن وقت بيتهوفن ، ساصمت واستمتع باخر شهيق يملا جسدي بالهواء البارد ، فالجحيم ليس سوا شهيق معبأ بنيران مأساتي يحوي كل ما عانيته في حياتي.. امنياتي التي تحولت الي رماد وكل سيجارة احترقت بجانبي وكل كأس سكب عند غضبي كل هذا سيطلب باخذ حقه ، فبالنسبة لي كانو هم اصدقاء العدم اصدقاء الليل الذي عاشو معي كل لحظة مريرة ذهبت ولن ترجع ابدا ، كالارواح تخيلتها لذلك سيطالبون بحقهم لقد ظلمو معي بحق ولا يمكنك ان تمنع روح ظلمت في الارض من اخذ انتقامها ، ساتنفسهم مع كل شهيق اكون قادرا علي التقاته امام مستنقعات الجحيم ، تلك نهاية متوقعة لحياة مأساوية لم تشهد يوما طعم صلح ، اذهبي ايتها الامنيات وداعا يا كأسي وداعا بيتهوفن وداعا يا كل شئ اخذ مني واخذت منه ، حتما ساكون بالجوار …