تحولات مثمرة فى منظومه التعليم فى عهد السيسي
في عهد السيسي شهدت منظومة التعليم في مصر تحولات مثمرة وجوهرية بهدف تعزيز جودة التعليم وتحقيق تنمية شاملة للبلاد. تم تبني استراتيجية شاملة تركز على تحسين البنية التحتية للمدارس، تطوير المناهج الدراسية، تحسين تدريب المعلمين، وتعزيز التكنولوجيا في التعليم. تهدف هذه التحولات إلى تأهيل الشباب المصري لمواجهة تحديات العصر وتحقيق التقدم والريادة في مجالات مختلفة.
اولا: التعليم الجامعي
ارتفعت معدلات بناء الفصول بزيادة كبيرة؛ إذ سجلت أعداد الفصول في المدارس الحكومية للعام
الدراسي الحالي أكثر من 463 ألف فصل، بعد أن كانت أعداد الفصول نحو 54 ألف فصل إبان ثورة 30
يونيو. والجدير بالذكر أن بناء الفصول خلال العشر سنوات الماضية كان ضمن خطة محددة تستهدف بالدرجة الأولى إتاحة التعليم بالمناطق المحرومة من المدارس، علاوة على خفض كثافات الفصول في
المناطق المكتظة بالسكان.كما أوضح تقرير وزارة التخطيط عن إنجازات التنمية البشرية في قطاع التعليم أن تكلفة برامج هيئة الأبنية التعليمية منذ عام 2013 وحتى عام 2022 قد بلغت 52.4 مليار جنيه، حيث تم تنفيذ أكثر من 7000 مشروع إنشاء مبنى مدرسي بإجمالي 108917 فصلًا في محافظات:
ثانيا : التعليم الفني
شرعت الدولة المصرية في تبني تنفيذ استراتيجية جديدة لتطوير التعليم الفني عقب ثورة 30 يونيو؛ وذلك بهدف الارتقاء بالمستوى المهني لخريجي التعليم الفني وإمدادهم بمهارات تواكب التنافس المحلي والدولي في سوق العمل، وتتماشى مع احتياجات المشروعات التنموية القومية الجديدة. تضمنت استراتيجية تطوير التعليم الفني عددا من الإجراءات والمحاور، حيث تم تطوير مناهج التعليم الفني من خلال منظومة جديدة مبنية على نظام الجدارات المهنية، وتم من خلال هذا النظام تحويل 48 مهنة إلى مجموعة من الجدارات، وطبق هذا النظام في 105 مدارس فنية منذ عام 2018، وارتفع عدد المدارس التي تطبق النظام إلى 881 مدرسة
ثالثا: التعليم الجامعي والبحث العلمي
ارتفعت أعداد الجامعات الحكومية من 23 جامعة عام 2014 إلى 27 جامعة عام 2022؛ إذ افتتحت 4 جامعات حكومية في محافظات (الأقصر، وشمال سيناء، والوادي الجديد، ومطروح)، ليتحقق بذلك التكافؤ الجغرافي في توزيع الجامعات الحكومية لتشمل جميع المحافظات، حيث حققت الجامعات الجديدة معدل نمو بلغت نسبتة 14%، وازدادت هذه النسبة على مستوى نمو عدد الكليات فبلغت نحو 32%، ليصبح إجمالي عدد الكليات 516 كلية عام 2022، بعد أن كان 392 كلية عام 2014 ارتفع عدد الجامعات الخاصة والأهلية من 26 جامعة عام 2014 إلى 40 جامعة عام 2022، بنسبة نمو بلغت 53.8%. وتضاعف عدد كليات الجامعات الخاصة بناء على ذلك من 132 كلية إلى 310 کلیات
مدخلات محوريه ومحطات فاصله
مرت منظومة التعليم المصري بعد ثورة 30 يونيو وخلال العشر سنوات المنقضية بعدة محطات فاصلة مثل جائحة كورونا، علاوة على التعرض لعدد من المدخلات المحورية والتي أسهمت في إحداث تحول جذري في منظومة التعليم ومن أبرز هذه المدخلات: استراتيجية مصر 2030، ومشروع اصلاح التعليم قبل الجامعي بالتعاون مع البنك الدولي، والمشروع القومي “حياة كريمة”.
اولا :مشروع اصلاح التعليم قبل الجامعي بالتعاون مع البنك الدولي 2018/2015
يمثل مشروع إصلاح التعليم بالتعاون مع البنك الدولي الذي انطلق عام 2018 بإجمالي تكلفة قدرها 500 مليون دولار محطة فاصلة في منظومة التعليم المصري خلال العشر سنوات الماضية؛ فقد تضمن مشروع الإصلاح أربعة مكونات رئيسة تضم مجموعة من المؤشرات الفرعية التي تستهدف تحسين منظومة التعليم قبل الجامعي، واشتمل المكون الأول من وثيقة المشروع على زيادة إتاحة التعليم في مرحلة رياض الأطفال، واستحداث مناهج جديدة ومتطورة لهذه المرحلة، بالإضافة إلى تطوير مناهج المرحلة الابتدائية تباعا عاما تلو الآخر.فيما تضمن المكون الثاني التنمية المهنية المستدامة للمعلمين وقادة التعليم، وقد تقدمت الوزارة بمقترحاتها للبنك الدولي في هذا الشأن متضمنة نتائج النجاح المبدئي والزخم الإيجابي في مشروعي “بنك المعرفة المصري” و”المعلمون أولًا”
ثانيا : المشروع القومي / حياه كريمه
قدم المشروع القومي لتنمية قرى الريف المصري “حياة كريمة” جهودا استثنائية في الارتقاء بجودة الخدمات التعليمية داخل قرى الريف المصري، مثلت هذه الجهود تحولًا جذريا في خريطة المناطق المحرومة من التعليم، ونسب الكثافات داخل الفصول التعليمية؛ فمنذ انطلاق المشروع عام 2019 حتى أغسطس 2022، نفذ 2427 مشروعا ضمن قطاع التعليم، يتضمن 1130 مشروعا لإنشاء مبان مدرسية في قرى وتوابع “حياة كريمة”، وعدد 1297 مشروعا لتطوير ورفع كفاءة 1105 فصول تعليمية في 1477 قرية ضمن المرحلة الأولى من المشروع القومي، وبإجمالي عدد مستفيدين يزيد على 17 مليون مواطن، وبتكلفة تتخطى 2.7 مليار جنيه
جائحه كورونا
خلفت جائحة كورونا تداعيات جمة على التعليم في العالم أجمع، ولا سيما مصر. وقد اتخذت مصر , مجموعة من الإجراءات للحد من انتشار الوباء داخل المدارس، أبرزها الإغلاق الكلي، ثم الاغلاق الجزئي للمدارس والحضور بالتناوب أو خلال أيام محددة، كذلك فرض التباعد وإلغاء بعض الأنشطة كطابور الصباح وغيره من الأنشطة التي تتطلب تشاركا فيما بين الطلاب، علاوة على إطلاق القنوات والبرامج التعليمية التلفزيونية وتدشين المنصات الالكترونية التعليمية مثل منصات تعليمية “ادمودو Edmodo”، واعتماد أنظمة الاختبارات الإلكترونية لطلاب المراحل الثانوية والجامعية. وقد أسهمت هذه الإجراءات بشكل حقيقي في الحد من الآثار والتداعيات السلبية لجائحة كورونا على التعليم في مصر.