رعاية الأطفال
التطور الطبيعي لنمو اللغة
تبدأ رحلة تكوين الإنسان بمجرد تلقيح البويضة في رحم الأم، و تبدأ معها رحلة نموه و تطوره العضوي و العقلي و النفسي و اللغوي أيضاً، و تطور الجنين في مرحلة سباحته داخل الرحم يكون لها بالغ الأثر على تكوينه و تطوره في الخارج في عالمه الجديد الذي سيستقر به لأجلٍ لا يعلمه إلا خالقه. هل تعجبت من كلمة تطوره اللغوي داخل الرحم؟؟!! نعم ومنذ بداية تكوين الجنين تكون مؤشرات سلامة عقله و حواسه و لغته وأعضاء نطقه فيما بعد . فمحافظة الأم على صحتها أثناء فترة الحمل و تجنبها الأشعّات، و الاطعمه الملوثة، و الأمراض المعدية، و الأدوية الا بإستشارة طبيبها الخاص؛ ضرورة لسلامة نموه العقلي و اللغوي ايضاً و ذلك تجنباً للتشوهات الخلقية التي يمكن أن يصاب بها الطفل. كما على الأم الاهتمام بالأكل الصحي و الاهتمام بحالتها النفسية أيضاً . كما أثبتت الدراسات إستجابة الأطفال للمثيرات السمعية و هم داخل بطون أمهاتهم فلا تخجلي عزيزتي الأم أن تتحدثين إلى جنينك بل وأن تشجعي أبيه أن يسمع مولوده المنتظر صوته ليعتاد عليه و ينبه حواسه في مرحلة الحمل، وأن تسمعيه الموسيقى والاغاني فستدركين أن تلك الأغاني التي سيفضلها عند خروجه لعالمه الكبير. و بعد خروج الطفل إلى عالمه الحقيقي تبدأ مرحلة التطور العضوي والعقلي و يصاحبها تطوره اللغوي، فمع الإطمئنان على سلامته و خلوه من أي أمراض أو أي خلل عضوي كضعف السمع مثلاً فيبدأ الطفل بإستقبال اللغة من المحيطين به فاللغة تنقسم إلى لغة إستقبالية و لغة تعبيرية فإستقباله للّغة يبدأ بتعرفه على صوت أمه ذالك الصوت المألوف فبمجرد سماع صوتها يشعر بالطمأنينه و بإقتراب تلبية ندائه لها؛ فالبكاء في هذه المرحلة هو لغته التعبيرية، التي يغير في تنغيمها بناء عن إختلاف متطلباته، و تستطيع الأم أيضا التعرف على تلك النغمات بمرور الوقت، و بإستمرار إحتكاكه و تفاعله مع المحيطين و إستقبال المثيرات السمعية و البصرية المحيطة يتشجع على التعبير اللغوي في المراحل التالية فتبدأ المناغاة، ثم اللعب بالمقاطع الصوتية فيصبح لدينا أوبرالي صغير بابااااا مامامااااا ناناناااا و تكون في هذه المرحلة المقاطع الصوتية غير مقصود بها أي معنى و لكن بالتشجيع و بربط بعض هذه الأصوات بمثيرات بصرية تبدأ مرحلة الربط بين الصوت والصورة و يبدأ الطفل بإستخدام بعض الكلمات الصغيرة ففي عمر الثمانية عشر شهراً يكون الطفل قد كون جملته الاولى المقصودة المكونة من كلمة واحدة و تكون حصيلته اللغوية من عشرة إلى عشرين كلمة، و بمرور الأشهر و تتضاعف عدد الكلمات و تكون الجمل أكثر تعقيداً فتصبح الجملة من كلمتين في عمر السنتين و تكون الحصيلة حوالي مئة كلمة، ولكن لا تتوقعين أن تكون الجملة مفهومة للأغراب لا تتعجلي فمذال الطريق طويل و لكن أعدك ستشعرين بالصداع يوماً ما من كثرة ثرثرته، و يستمر الطفل في التطور اللغوي و تركيب الكلمات لتكوين الجمل المفيدة و طبعاً لا نستطيع إغفال الفروق الفردية بين الطفل والأخر و بين المجتمع و غيره وصولاً إلى عمر السبع سنوات يجب أن يكون قد أتم مراحل تكوين لغته و يكون لديه القدرة على الحديث كما الكبار بجمل مفيدة و مفهومه و مضبوطة نحوياً و جميع أصواته تنطق بشكل جيد. و نصيحتي إليكم اليوم أن تتيحوا لأطفالكم الفرصة لتنمية لغتهم، عن طريق الحوار الدائم معهم، و قراءة القصص، كما أن تتجنبوا إستخدام الكلمات بطريقة خاطئة كشكل من تدليل الطفل فما هو إلا وسيلة لتأخير نموه اللغوي كما عليكم مراعاة عدم إستخدام لغتين في آن واحد، ولا تتعمدوا بشكل مباشر تصحيح كلمات الطفل حتى لا يفقد ثقته بنفسه ، و أخيرا و ليس آخرا عليكم بتقليل مشاهدة الطفل للتلفاز و إستخدام الأجهزة الإلكترونية فهي ضرها أكثر من نفعها، وأنتم المصدر الرئيسي لاكتساب اللغة فتحدثوا معهم و أتيحوا لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، فالكلام مرآة الشخص.