بعد ان طمح البارون لانشاء مدينة تضاهى فى الرقى ارقى المدن الاوروبية و هى هليوبوليس بمصر الجديدة كان من الحتمى ان يربط ضاحيته الجديدة بالقاهرة .. فـ فكر فى انشاء ” مترو مصر الجديدة ” و كلف به صديقه المهندس البلجيكى ” اندرو برشلو ” الذى كان قد سبق له العمل معه قى شركة مترو باريس .. و عملوا معا على انشاء قصرا ضخما ليقيم به البارون و الذى تم اضافته لقصور الرئاسة مؤخرا .
على مساحة 12.5 الف متر مربع حلم البارون امبان بانشاء قصر لا مثيل له فى الدنيا .. جمع به سحر الطراز الهندى بالحضارة المصرية .. فـ من الخارج جعل الشرفات محمولة على تماثيل من الفيلة كما رأى بمعابد اوريسا الهندية .. اما العاج فـ كان القصر مسكنه حيث انه انتشر فى القصر من الخارج و الداخل .. و قد صمم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته ابدا و استخدم به الزجاج البلورى الذى يرى من الداخل كل من فى الخارج .. و به برج كبير على قاعدة متحركة يدور دورة كاملة كل ساعة ليتيح الفرصة لمن به ليرى كل ما حوله .
و حول القصر كان يوجد حديقة بها زهور و نباتات نادرة .
اما من الداخل فـ لم تترك التماثيل المصنوعة من الذهب و البلاتين ركنا الا و سكنته .. و اذا كنت ترغب فى معرفة الوقت بالدقائق و الساعات و الايام و الشهور و السنين و اوجه القمر و درجات الحرارة فـ لن ترى ذلك الا فى ساعة قصر باكنجهام الملكى فى لندن او ساعة قصر البارون و هى ساعة اثرية قديمة وُضعت فى احد الاركان
اما الارضية ف قد تم استيراد رخام و مرمر من ايطاليا خصيصا لها .. و تنتشر تماثيل الفيلة ايضا فى المداخل معظمها قد جلبها امبان من الهند .. و بجانبها تماثيل على الطراز الاوروبى ايضا مصنوعة من الرخام الابيض ذات ملامح رومانية جسمها كالفرسان .. و فى الداخل تقع تماثيل هندية ثمينة فى كل جانب من جوانب غرفة المائدة وعلى جدرانها رسومات مأخوذة من مايكل انجلو و دافنشى كما ان لها حماما حاص كما حالغرف الدور الارضى العديدة .
اما تحته ف كان يوجد البدروم الذى يضم مجالس واسعة و اماكن للخدم و افران ضخمة و مغاسل رخامية و باحدى الجوان صُنع من خشب الجوز مصعدا ليصل بينه و بين غرفة الطعام ..
و اسفل القصر حُفِر نفق يربط بينه و بين كنيسة البازيليك الموجودة حتى الآن .
و نصعد للطابق الثانى بيت درابزين يضم تماثيل هندية صغيرة و فوق سلم رخامى .. و به صالة كبيرة و اربع غرف تطل على شوارع القصر الاربعة و غُطت ارضيتهم ببلاطات الفسيفاء الملونة و مقاعد ملتوية اذا جلست عليها احاطت بك التماثيل من كل جانب فى مشهد مهيب .
و فوق ذلك الطابق هناك الجانب المفضل لدى امبان حيث كان يقم به الليال الاسطورية من الحفلات التى كان يجتمع بها الملك وكبار رجال المملكة انذاك .. تحمل جدرانه رسومات حيوانية و نباتية و تصعد اليه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر .
بعد وفاة البارون امبان فى العام 1929 تعرض القصر للاهمال لسنوات طويلة .. تحولت حدائقه الجميلة لخراب .. غطت تماثيله المُهابة بالاتربة التى تجعلك تكاد تُشفق عليها بعدما كانت كفيلة ان تصيب الناظر اليها بالرعب من النظرة الاولى .. و تعدد النزاعات بين من اراد شراؤه او استثماره حتى وصل الحال الى ان قررت الحكومة المصرية ضمه الى قصور الرئاسة بعدما باشرت هيئة الاثار محاولة ترميمه و اعادة اعماره ..
و تلك الاجواء الغريبة به دفعت الكثيرين لترويج الشائعات مثل انه يستخدم لعبادة الشياطين و شرب الدماء و ذلك بعد ان تسلل مجموعة من الشباب ليلا فى العام 1997 لاقامة الحفلات من نوع موسيقى معيين و هى البلاك ميتال و هى مزيكا صاخبة و تم القبض عليهم كـ اول قضية لعبدة الشيطان فى مصر – ذلك ما قيل فى المحضر حينها بسبب الاساطير التى ترددت من قبل الجيران حيث انهم راوا اضواء ساطعة و سمعوا موسيقى صاخبة –و تم اغلاقه و لم يفتح سوى مرات عديدة لتصوير افلام سينمائية .