القطاع الصحى فى مصر خلال 10 سنوات
تطوير مستمر ومبادرات قام بها الرئيس السيسي :شهدت مصر خلال السنوات العشر الماضية تطورا ملحوظا في القطاع الصحي، وكانت البداية من نص
المادة (18) من دستور 2014، التي نصت على أن “لكل مواطن الحق في الصحة وفي الرعاية الصحية
المتكاملة وفقا لمعايير الجودة”، وفي السياق ذاته، أكد الدستور على أن “تلتزم الدولة بتخصيص نسبة لا
تقل عن 3% من الناتج القومي الإجمالي للإنفاق على الصحة وتتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات
العالمية”، كذلك “تلتزم الدولة بإقامة نظام تأمين صحي شامل لجميع المصريين يغطى كل الأمراض”.
لم يقف الأمر عند المواد الدستورية والتشريعية، بل اتخذت الدولة خلال الفترة بين (2014 – 2020)
مجموعة من السياسات والإجراءات لتحسين منظومة الصحة، وتجسدت في إطلاق العديد من المبادرات
الصحية التي تستهدف النهوض بالصحة العامة للمواطنين في إطار من العدالة والإنصاف، وتحقيق
التغطية الصحية الشاملة كما حرصت الدولة في رؤيتها للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030” على ضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة، وأن يتمتع كل المصريين بحياة صحية سليمة آمنة؛ من خلال تطبيق نظام صحي
منظومه التأمين الصحي الشامل
تعد منظومة التأمين الصحي الشامل نقلة نوعية لتطوير خدمات الرعاية الصحية، والارتقاء بكفاءتها
وجودتها وتلبية لاحتياجات المواطنين بشكل متكامل، وبالنظر إلى التاريخ الصحي المصري نجد أنه تم
إنشاء نظام التأمين الصحي منذ عام 1964 لتأمين حياة المواطنين من المخاطر، وقد كان نظام التأمين
الصحي يغطي العاملين بالجهاز الإداري للدولة ووحدات الإدارة المحلية والهيئات والمؤسسات العامة
والعاملين في قطاع الأعمال، والخاضعين لقانون التأمينات الاجتماعية، وبالتالي لم يقدم نظام التأمين
الصحي التغطية لبقية العاملين.
نظام التأمين الصحي /النظام القديم
تتولى مسؤوليته الهيئة العامة للتأمين الصحي التي تقوم بدور متحمل التكلفة، ومقدم الخدمة، والمشرف على الرعاية الصحية، وبعد الشخص هو وحدة التغطية،وتحسب اشتراكات التأمين على الأجر الأساسي، والدعم المالي الذي تقدمه الحكومة لفئات سكانيةوفيما يتعلق باختيار المنتفع بالخدمة تكون عن طريق منشآت صحية محددة وهي
الصحية الحكومية فقط، بالإضافة إلى أن نسبة التغطية تقتصر على فئات معينة.المنشآت
نظام التأمين الصحي /الشامل
يهدف لتغطية إلزامية لجميع المواطنين المصريين، وتتولى ثلاث هيئات
مسؤولية تطبيق القانون، مما يسهم في حوكمة نظام التأمين الصحي، وهي:
- الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، وتتولى إدارة وتمويل البرنامج.
- الهيئة العامة للرعاية الصحية، وتتولى إدارة المستشفيات الحكومية ومتابعة مقدمي خدمات الرعاية
الصحية التابعين للشبكة. - الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وتتولى الرقابة على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين
وإصدار التراخيص اللازمة للمستشفيات ومقدمي الخدمات للانضمام إلى الشبكة.
المبادرات الصحيه
ساهمت المبادرات الصحية في تعزيز النظام الصحي، بعد سنوات طويلة عانى فيها المواطن المصري من
الإهمال الصحي، وقد ساهمت تلك المبادرات في تحقيق الرعاية الصحية الشاملة من خلال التركيز على
مكافحة الأمراض الأكثر تأثيرا على المواطن بهدف خفض معدلات انتشارها والوفيات، مثل الأمراض
المعدية (أمراض التهاب الكبد الفيروسي والبلهارسيا والدرن)، والأمراض المزمنة الغير السارية (القلب
والسكر والفشل الكلوي)، وجاءت أبرز المبادرات في المجال الصحي كالتالي:
مبادرة 100 مليون صحه
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014 أعلنت مصر حربها ضد فيروس “سي” بإطلاق المبادرة
الرئاسية 100 مليون صحة للكشف المبكر وعلاج المصابين مجانا، إذ أظهر مسح لعينة عشوائية في عام
2008 أن نسبة انتشار المرض في مصر تقدر بنحو 9.8 %من إجمالي عدد السكان، كذلك أظهر مسحا
آخر بانخفاض المعدل في 2015 إلى نحو 4.4%.
التجربة المصرية في القضاء على “فيروس سي”:
تعتبر التجربة المصرية في التعامل مع “فيروس سي”من التجارب الرائدة التي يحتذى بها على مستوى العالم، إذ انطلقت حملة قومية للقضاء على الفيروس
المنتشر في مصر منذ عام 2014 مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة، وفي عام 2015،
حدثت طفرة حقيقية في السيطرة على المرض وعلاجه من خلال تطوير منظومة جديدة للعلاج تقوم
على إنتاج أدوية محلية مماثلة.
الكشف عن الأمراض غير ساريه: استهدفت مبادرة 100 مليون صحة كذلك الكشف عن الأمراض وإجمالا نجحت هذه المبادرة في فحص نحو 10.7مليون طالب حتى نهاية2020، واستكمالًا لنجاح المبادرة استمرت في تقديم خدماتها، فقد تم فحص 4 ملايين طالب بمختلف مدارس الجمهورية حتى مارس 2023.
الكشف المبكر عن /الانيميا/والسمنه/والتقزم:
أطلقت هذه المبادرة في عام 2019 واستهدفت فحص نحو 11.5 مليون طالب في أكثر من 22 ألف مدرسة من المدارس الابتدائية، وتم تنفيذها على
ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: من 16 فبراير حتى 11 مارس 2019 وتشمل 11محافظة
- المرحلة الثانية: من 6 مارس 2019 وتشمل 11محافظة
- المرحلة الثالثة: من 21 مارس 2019 وتشمل 5 محافظات
مبادرة صحه المرأه
بما أن الرعاية الصحية للمرأة المصرية إحدى دعائم التنمية الشاملة، فقدأتاحت الدولة جميع السبل لدعم علاج المشاكل الصحية التي تواجه المرأة، فقد تم انطلاق مبادرةصحة المرأة للكشف عن الأمراض غير السارية، واستهدفت السيدات بداية من 18 عاما، وتتضمنالكشف عن الأمراض غير السارية (السكري، ضغط الدم، قياس الوزن والطول وتحديد مؤشر كتلة الجسم، ومستوى السمنة أو زيادة الوزن)، إلى جانب التوعية بعوامل الخطورة المسببة للأمراض
غير السارية، بالإضافة للتوعية بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة.ومنذ بداية المبادرة حتى ديسمبر 2022، تم فحص ما يقرب من 32 مليون سيدة ومتابعة 7 ملايين من خلال خدمات الفحص والمتابعة الدورية السنوية، وارتفعت معدلات تردد السيدات للفحص ضمن المبادرة بنسبة زيادة تصل إلى 44.8%عن معدلات التردد منذ العام الأول لإطلاق المبادرة، وذلك نتيجة لارتفاع مستوى الوعي بضرورة الكشف المبكر عن أورام الثدي والمتابعة الدورية السنوية، وذلك من خلال
الوحدات الصحية والفرق الطبية المتنقلة والرائدات الصحيات.
مبادرة العنايه بصحه الام والجنين
تم إطلاقها في مارس 2020 تحت شعار “100 مليون صحة”،وتمكنت المبادرة حتى مارس 2023 من فحص مليون و825 ألف سيدة، حيث تهدف المبادرةإلى الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم للجنين، وتوفير العلاج والرعاية الصحيةبالمجان، كما تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس “بي”، وتأتي هذه المبادرة ضمن
المبادرات المستدامة في إطار خدمات الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة، وتفعيل تطوير
وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الأساسية
مبادرة القضاء على قوائم الانتظار
ارتكزت إدارة مبادرة القضاء على قوائم الانتظار التي تم إطلاقها في شهر يوليو عام ٢٠١٨، ولا تزال
تعمل حتى الآن. على توحيد قواعد البيانات بين نظام العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي لمنع صرف
العلاج أو الإنفاق على نفس التدخل من أكثر من مصدر، واحتواء قاعدة البيانات الموثقة على كافة
التفاصيل والإجراءات التي تمت طبيا وماليا لكافة المرضى، وبما يسهل تحديد الاحتياجات الفعلية في
المستقبل، بجانب توحيد مصدر البيانات الموثقة والصحيحة لحجم الإنفاق وإتاحة جميع المعلومات
لكافة الجهات ذات الصلة بشفافية ووضوح، لدعم اتخاذ القرار على أسس سليمة، وهو ما يمكن من تحديد
الاحتياجات الفعلية بدقة
مبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي
تم إطلاق المبادرة الرئاسية لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي بالتزامن
مع مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي تستهدف الأشخاص الذين يعانون من حالات الإصابة
المرتفعة بالفشل الكلوي أو أمراض الكلى الحادة، وتعمل المبادرة من خلال 3601 وحدة رعاية أولية على
مستوى الجمهورية لجميع المواطنين في الفئة العمرية الأكبر من 40 عاما، إضافة إلى الفئة العمرية التي
تبدأ من 18 عاما ممن لديهم تاريخ مرضي يتعلق بالأمراض المزمنة، تم من خلالها فحص 6 ملايين و404
آلاف و213 مواطئًا، وذلك منذ بداية شهر سبتمبر 2021 وحتى مارس 2023
مبادرة اكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للاطفال حديثي الولاده
انطلقت المبادرة في عام 2019، وتهدف إلى إجراء اختبارات السمع باستخدام أجهزة متخصصة لجميع
الأطفال حديثي الولادة في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية، للكشف المبكر عن إصابة الأطفال حديثي
الولادة بمشاكل في السمع وتحويلهم لتلقي العلاج، حيث تم تقديم خدمات الفحص السمعي لـ 4 ملايين
و647 ألف طفل حتى مارس 2023 بالإضافة إلى تحويل 260 ألفا و720 طفلا من إجمالي الأطفال الذين تم فحصهم لإعادة الفحص من خلال إجراء اختبار تأكيدي بعد أسبوع من الفحص الأول وفي نفس الوحدة التي تم فحصهم بها، كما تم تحويل 29 ألفا و799 طفلا، بعد الاختبار الثاني إلى مستشفيات ومراكز الإحالة بهدف تقييم الحالة بدقة
أعلى وبدء العلاج أو تركيب سماعة للأذن، أو تحويل الطفل لإجراء عملية زرع القوقعة لمن تستدعي حالته.
مبادرة مكافحه مسببات ضعف وفقدان الابصار بالمدارس / نور الحياه
بدأت المبادرة في 7 فبراير 2019 ولمدة ثلاث سنوات ونصف بإجمالي تمويل بلغ مليار جنيه من
صندوق تحيا مصر، ويتم تنفيذ المبادرة على 4 مراحل. تستهدف المبادرة الكشف المبكر على خمسةملايين تلميذ بالمرحلة الابتدائية إضافة إلى 2 مليون مواطن من الحالات الأولى بالرعاية وتوفير مليون نظارة طبية وإجراء 250 ألف عملية جراحية في العيون.كما تعمل المبادرة على إعادة دمج وتمكين ضعاف البصر، ورفع الوعي لدى المواطنين للوصول بمصرخالية من الإعاقة البصرية التي يمكن تجنبها. وحتى الآن تم اجراء الكشف الطبي لنحو 630 ألف طالب،
وتوفير نحو 67 ألف نظارة طبية للطلاب بالمجان