تجريب/ نموذج سيرة ذاتية قصيرة جدا

مذكرة

كتب أستاذ الأدب والنقد المقارن: د.حمد حجي / تونس

 

اليوم الثامنة مساء
من شهر صفر العربي ..
غضبان آسفا..قفلتُ راجعا، كالعادة
متأخرا ..
أفكرُ بغرفتي العاتمة ..وسريري
البارد.. ومخدتي النافرة..
لا شيء أسوء من الوحدة ..
تخانقت مع صديقتي تلك التي
صاحبتني يوما كاملا..
كنت أمني النفس بليلة صاخبة..
ربما لم تفهم متعة الروح …
أنا كنت حادا.. متوترا.. لم ترق
لي كلماتها..
قلت حبيبتي. .. كوني متفهمة…
لكنها عند الضوء الأحمر قفزت
من السيارة ..
وربما غابت في الزقاق .. وما
كدت أعرج عن اليمين وأركن
السيارة ..حتى ألفيتني كالأرنب بلا
خطى..
لم أجدها..غابت بالزحام..
رجعت أدراجي بعدما أعياني
البحث….
وعاودتُ شغلت السيارة ..عزمت
الرجوع للثلج… والبيت القارس..
كانت الطريق طويلة ..أهدئ نفسي …
ربما يعترض قدري قدرها..
– أكيد أنا زودت الحكاية للحكاية..
أكيد لأني إختلفت مع زملائي
بالعمل ..الكل يريد الرجوع
باكرا..
كانت فيروز تغني يا رايح.. وأنا
أدندن … يا زمان…
كم تمنيت أن أتوقف بالمرآب…
أأنتظرها ..؟
على الجوال،.كتبتُ لها أحبك… لم
تكتب ..
سوى … أهلا….
وصلت الحادية عشرة مساء..بدأت
أفصل جهاز التوصيل عن قارئ
الاسطوانة بالسيارة..أتفقد هاتفي
الجوال… لمٓ لمْ تتصلْ ؟ .
..ونزلتُ وأغلقت باب السيارة بعنف ..
يرن الهاتف :..الوووو
أنا…..صوت رجل..
كدت أرمي الهاتف من يدي.. نادل
المقهى ..
– سيدي.. صباحا تجدها عندي ..
لم أتبين كنت أتصورها .. هي ..
هجرتني الى نادل المقهى..!
– ماذا؟
– .. نسيت حافظة مفاتيحك…!
وأغلقنا المحل… قال ..
رجعت لأفتح الباب الخلفي
للسيارة… لآخذ لحافا وأتمدد على
الكرسي عميقا للوراء وأنام
للصباح ..
بالباب الخلفي للسيارة وجدتك
غارقة في الضحك..
.. طبعا ..لم ننم ممددين بالسيارة ..!

Exit mobile version