قصة قصيرة / رحلة في سيارة ابني الصغير..!!

قبل الانطلاق ، بدأ بفحص سيارته ذات المقعدين ..مقعد أمامي وآخر خلفي ، أصلح أعطابها ، وأعاد نفخ عجلاتها ..!

الطريق طويل جدا ، وأنا متعب بأفكاري وهمومي والسائق الصغير في عجلة من أمره .

ألح عليّ بأن أرافقه في رحلته هذه ، كان متحمسا جدا ، تعلم السياقة من أفلامه القصيرة .. شاهدها على الحاسوب ، وتعلم الميكانيكا من مجالسته لجارنا الميكانيكي..فلبيت طلبه لأعرف مدى قدرته على القيادة في هذا الزمن المليء بالحوادث ، ومدى صدق جارنا الذي قال عنه بأنه سيصبح بارعا في إصلاح العطل..

لقد قطع عني متعة قراءة كتاب اقتنيته حديثا، من حسن حظي أن سيارته تتعطل في كل مرة مما يسمح لي بمواصلة القراءة من جديد .

لا ينطلق بها إلا عندما أكون معتدلا في جلوسي على المقعد ، هذا شرطه الوحيد.

كان صوت محركها جميلا جدا لا يحدث إزعاجا ، كصوت بشري يبعث موسيقاه في المدى …
– آنْ ..آآآآآآآآآنْ..آآآآآآآنْنْنْ..
يلتفت  في كل مرة ، يرميني بابتسامته الساحرة ، معلنا مهارته التي لا تتكرر في هذه الأزمة ، ينتظر إعجابي به ومدحي له :
– أنت رائع ..يا صغيري..أنت رائع..
لا أدري كم استغرقنا من زمن ، المهم أننا وصلنا.

كانت رائعة جدا ، ممتعة ، دون حوادث ..الحمد لله..
أدخلنا السيارة إلى “الكاراج” أقصد غرفة للضيوف .. !

خرجنا منه مطأطأيْ رأسيْنا ، لقد عبثنا بأفرشة الغرفة مما أثار غضب سيدة البيت ، فأعادت ترتيب السيارة ..أقصد الأريكة ..والوسائد إلى مكانها الصحيح ، وأخرجت المقود ..أقصد غطاء سلة الملابس .

أعيد كل شيء إلى مكانه ..ولكن هل تعاد الرحلة من جديد..؟ !

———
من مجموعتي القصصية “عطر التراب”، طبع ونشر دار التخبة – مصر.

Exit mobile version