خطيئة الجهل لا تغتفر!! مراجعة لفيلم ال The Reader

دعوة لاعمال العقل

في الفيلم المقتبس عن رواية المانية بنفس الاسم تروي قصة ألمانيا كشعب في ما بعد الحرب و علاقة جيل ما بعد الحرب بالجيل الذي عاصر الحرب ف نجد والد البطل هو استاذ فلسفة فصله النازيون لاعطاءه محاضرة عن الفليسوف الهولندي سبينوزا. بطلة قصتنا هنا امرأة تجاوزت الخامسة و الثلاثين تقودها الاحداث للعمل في معسكرات اوشيتفز عبر القصة نكتشف انها أمية فيتسبب ذلك في حبسها لمدي الحياة طبعا و هنا يطرح التساؤل: هل يغفر الجهل الخطايا ؟ تسببت الحارسة في مقتل حوالي 300 امرأة يهودية بسبب حادث حريق في كنيسة؟ نحن لا نعلم التفاصيل لكن يمكننا استخلاص الرمز هل الأمية هنا هو الجهل الذي دفع اشخاص عاديون قد يبتسموا لك في القطار اذا كنت مثلهم لارتكاب تلك الافعال الوحشية ؟ هل الأمية هي عدم قدرة الالمان علي رؤية الي اين كان يقودهم الرايخ الثالث ؟ اسئلة هانا للقضاة في نفس الوقت تكشف عماها عن الحقيقة و جهلها المطلق في مصائر هؤلاء الناس , في نهاية المطاف تتحمل هانا المسئولية وحيدة للجريمة خزيا و عارا وسط موقف سلبي من -مايكل بيرج حبيبها السابق و بطل القصة الذي استطاع معرفة انها امية لكنه لم يستطع الكلام و لم يتقدم للدفاع عنها في المحكمة رغم انه طالب بالحقوق فيحكم عليها بالسجن مدي الحياة فيرسل لها حبيبها السابق بكتب في شرائط لتسمعها في السجن فتعلم نفسها القراءة و الكتابة عن طريق السماع و تكتب بخط طفولي طالبة المزيد و ان يراسلها, الا أنه يخذلها مرة أخري و يستمر في ارسال الشرائط دون كتابة اي رسائل لها .عند اطلاق سراح هانا بعد 20 عاما و قد بلغت من العمر أرذله يرتب لها مايكل سكنا و عملا – بعد تردد – و يذهب لزياراتها و يسألها هل تفكرين في الماضي فتجيبه قائلة ماضينا عنا يا مايكل ؟ لكن مايكل يجيبه لا عن الماضي بشكل عام .. فتجيبه هانا قبل المحاكمة لم اكن افكر بالماضي ابدا فيسألها مايكل بماذا تشعر الأن ؟ فتجيبه هانا : “لا يهم بماذا أشعر, لا يهم بماذا افكر , الموتي مازالوا موتى” فنجد أنفسنا بعد شخص جديد تماما بعد تعلم الكتابة نري محاولتها اليائسة للبحث عن الحب في قلب مايكل بعد هذا الزمن الا ان مايكل يهرب من امامها مما يؤدي الي انتحار هانا في يوم خروجها في وصيتها تترك هانا مبلغ لمايكل ليعطيه لضحايا الهولوكوست .. رمز اخر ان علاج المجتمع الالماني التام من تلك الجريمة لن يكون الا بالمواجهة و المواجهة فقط . في نهاية الفيلم نجد مايكل بيرج يقص علي ابنته قصة تعرفه بهانا و حبسها و موتها لكي يستخلص الجيل الجديد الجيل الثاني ما بعد الحرب ما حصل و عدم تكرار اخطاء الماضي و هذا هو غرض الرواية و الفيلم من وجهة نظري اختيار هانا بوصمها كمجرمة بدل من وصمها كشخص أم يدل علي أهمية التعليم في مواجهة الجهل و التطرف و الهمجية في كل زمان و مكان بتطبيق هذا الكلام علي مصرنا الحبيبة فنجد العكس تماما .. قاتل فرج فودة كان لا يقرأ ولا يكتب و فخور بذلك. السبيل الوحيد لخروج عالمنا العربي من هذه العصور المظلمة الي النور هو القضاء علي الجهل. و نحن في القرن ال 21 مازال المواطن العربي لا يدرك أن الجهل لا يعني غياب معرفة القراءة و الكتابة اكثر مما يعني غياب الوعي الحقيقي. فقد قادتني الظروف منذ عدة اشهر للاختلاط بالبعض من اللذين يطلق عليهم طلاب كليات القمة و هم في نظر المجتمع اعلي الناس مكانة به باعتبار ما سيكون و حصولهم علي درجاتهم في الهندسة و الطب و الصيدلة الخ الخ بعد بضع مناقشات بسيطة اكتشفت انهم يعتقدون بأن جاستين ترودو هو ممثل هوليوودي شهيربل و 90% منهم لا يعرفون من هو لينين. في ظل ديكتاتورية الرايخ الثالث انخدع العديد من اصحاب الشهادات بشعارات هتلر و جوبلز الرنانة و العنصرية كما ينخدع الكثير من اصحاب الشهادات و المتعلمين اليوم بشعارات بعض الانظمة الفاشية بسبب غياب الوعي. محو الجهل و نشر الوعي هو الخطوة الاولى نحو وطن عربي متحضر مستقبلي و أتمنى أن لا نضطر لاحراق بعضنا البعض ف هولوكوستات و معسكرات لندرك ذلك.

Exit mobile version