الكاتب بومدين بلكبير يوقع أخر رواياته، ويصرّح لـ”الشروق”:

مأساة ألاف المغاربة والجزائريين دفعتني لكتابة “زوج بغال”

حاوره: حسان مرابط
صحافي مهتم بالشؤون الثقافية والفنية

نقلا موقع الشروق اليومي

 

وقع الكاتب بومدين بلكبير بجناح منشورات” الاختلاف” بصالون الكتاب في طبعته الثالثة والعشرون روايته الجديدة الموسومة بـ”زوج بغال”، وسط احتفاء به من طرف المثقفين والقراء والإعلاميين، “الشروق” حضرت عملية التوقيع وكان لها هذا الحوار مع بلكبير حول عمله الأدبي وكيف تناول مسألة العلاقة بين الجزائر والمغرب وكيف كان استقبال المغاربة للعمل بعدة صدوره.

“زوج بغال” عنوان مثير، يحيل إلى النقطة الحدودية بين المغرب والجزائر، لما وقع اختيارك على هكذا عنوان؟

العنوان له دلالات مكانية ودلالات رمزية خارج المكان، بطبيعة الحال “زوج بغال” هو المعبر أو المنطقة الحدودية التي تفصل بين المغرب والجزائر، وهذا المعبر الجزائر غيرت تسميته بعد الاستقلال، أمّا المغرب فلم غيرها وأبقى على التسمية القديمة، وأيضا هذا العنوان دلالته خارج المكان لأنّه مرتبط برمزية سياسية، في حين أنّ هذه الرواية لا تخوض في الخلفية السياسية أو المشاكل بين البلدين.

ما هو الداقع أو ما سبب اختيارك لكتابة هذه الرواية؟

هي مآسي وجراح ومعاناة ألاف العائلات المغربية والجزائرية المتشظية والمشتتة والمقسومة بين ضفتي البلدين، فتصور مثلا أنّ عائلة واحدة الأم جزائرية والأب مغربي أو الأب جزائري والأم مغربية، بعد 1975، فالخلافات التي كانت بين الرئيس الراحل هواري بومدين والملك الحسن الثاني، إذا كانت الأم جزائرية تبقى في الجزائر والأب مغربي يعود إلى بلاده، ونفس الشيء في المغرب، المعاملة بالمثل، ولكن يبقى المشكل يتعلق بالأبناء إمّا يلتحقان بالأم أو الأب، وتخيل أنّ العائلات المغربية الجزائرية التي تقوم بزيارات لبعضها وبينهما المسافة 10 دقائق، أصبح لا يمكنها ذلك، وبعد غلق الحدود في 1994، أصبحت السفر والتزاور بينها صعب ويأخذ وقتا طويلا يتم التنقل على إثره لكم مثلا يتنقلون من مدينة من تلمسان إلى العاصمة إلى الدار البيضاء والعكس صحيح، وهناك عائلات مرّت عليها 32 سنة ولم تزر أقاربها. وبالتالي كتبت هذا العمل ليس من أجل المتعة أو التسلية ولكن من أجل إعمال العقل وطرح الأسئلة، ودائما أكرر عبر وسائل الإعلام أنّ من يقرأ الرواية في النهاية يطرح سؤال من هو الرابح ومن هو الخاسر في هذا الوضع؟، فالمغرب والجزائر ليدهما ثقافة واحدة ولهجة واحدة ولباس واحد وتاريخ مشترك ولكن الحدود المغلقة وبالتالي ما أردته قوله من خلال هذه الرواية أننا شعب واحد.

لديك الجرأة في خوض هذه المسألة بين المغرب والجزائر، لماذا يتحاشى كتاب آخرون في أعمالهم الأدبية الحديث عن العلاقة بين البلدين وتحديدا قضية الحدود المغلقة ؟

مسألة الحدود والعلاقة المغربية الجزائرية خضت فيها بطريقة فنية وأدبية خارج التغطية السياسية أو المعالجة السياسية للوضع بين الطرفين، لأن الرواية تختلف عن السياسة، وبعيدا عن الانتصار لموقف على حساب أخر أو أكون بوقا للنظام المغربي أو النظام الجزائري، ومن يقرأ الرواية يجد أدبا ولا يجد سياسة، ولكن فيها الرمزية السياسية، حيث انتصرت للجانب الإنساني، وبالنسبة لماذا لا تعالج الرواية الجزائرية أو كتاب آخرين هذه المسألة، أعتقد أنّه هناك ردّة في الرواية العربية بصفة عامة لأنّه يفترض أن الرواية تتناول المواضيع المهمة والحساسة التي تمس الإنسان في المنطقة، وحتى ولو كانت قصيرة ولكن لديها أثر، فالروائي هو من يلقي الضوء على تلك المواضيع والنقاط الصغيرة جدا ولا يرها الآخرون؟.

هل تتضمن روايتك دعوة إلى فتح الحدود أو هل تدعو إلى فتحها من خلال تطرقك إلى الجانب الإنساني والمعاناة التي يعيشها أبناء الشعبين؟

بطبيعة الحال، لست في مركز القرار حتى أدعو إلى غلق الحدود أو إلى فتحها، ولكن المثقف وأسئلة الراهن، تستوجب طرح هكذا مواضيع مهمة وحساس’، فالمثقف يجيب أن يدلي بدلوه التي تمس بلاده وتتعلق بها، وعليه هذه الرواية تأتي في ردم الهوة وتليين الفجوة التي في حقيقة الأمر صنعها الساسة ولم تصنعها الشعوب، وهذا ما لامسته من خلال لقاءاتي مع مغربة في الخارج، بحيث لم ألمس مشكلة بين الشعوب ويكنون لنا كل الاحترام والود ونبادلهم ذلك. وأعتقد أنّ المشكلة في أذهان الساسة والشعوب تنتظر الساسة لحل هذه المشكلة لأنّه لا توجد مشكلة بين الشعبين الجزائري والمغربي.

على ضوء لقاءاتك بالمغاربة في الخارج، كيف كان استقبالهم لروايتك “زوج بغال”؟

من خلال الأصداء التي تصلني، وصلتني دعوات لتنظيم حفلات بيع بالتوقيع لروايتي “زوج بغال” وتصلني الكثير من الرسائل من طرف المغاربة، ويسالون عن الرواية ومتى تتوفر في المغرب، وهناك ترحيب كبير من طرفهم لهذا العمل على غرار الجزائريين، لأنّ الموضوع يهمهم جدا جدا، لأنّ مسألة الحدود المغلقة تمس كثيرا جيراننا المغاربة.

 

المصدر:https://goo.gl/a35qjX

Exit mobile version